قصة

قِصَّة . . . . عَابِرَة

قِصَّة . . . . عَابِرَة
حَلْقِه ( ٥٩)

عَادِلٌ تَمَام الشِّيمِي 

 فِي قصَرِهَا الْأَبْيَض كَأَنّ الْقَمَرَ اِتَّخَذَهُ صَدِيقاً . .
أَمْسَكَت قَلْب قلمها الْخَافِق .
وَأخَذَت تَرسِم لَوْحَة عَبْقَرِيَّة
لبسمةِ الطَّبِيعَة فِي ذَيَّاك الْيَوْم الرَّبِيعِيّ الْبَدِيع . .
. . . . . .
. فهاتيكَ وَرَدَّة حَمْرَاء الْخُدُود . تَضْحَكُ خَجْلي مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ النَّازِل عَلِى وجنتيْها فتنحَني كسوفاً كَأَنَّهَا بِكْرٌ فِي خُدْرِهَا . .
. . . . .
وَشَجَرِة أَمَامَهَا
مورقةُ الْغُصُون . خَضراء الْجُذُوع صَفْرَاء الثِّمَار
مَلْفُوفَة بِخَيْط أَبْيَض كَأَنَّهَا عَرُوسٌ تَرْقُص
فِي زِفَافٍ هَائِجٌ . .
. . . . .
. الْأَرْضُ يَكْسُوَهَا نُجُومٌ مِن زهيرات متعانقة الْأَلْوَان تَمْسِكُ كُلّ زهيرة كَتِف أُخْتهَا . . وَتَمُدّ يَدهَا نَحْو زُرْقَة السَّمَاء
فَتسْمَع ضحكاتها وَتَعْزِف أَلْحَانَهَا عَلى أَوْتَار الْأَرْوَاح وَالْقُلُوب.
…….
فَكَأَنَّك . تَمْشِي فِي فَيْحاء الْجَنَّة . . .
. . . .
وَذَاك . جَدْوَلٌ
من خَرِير مَاءٍ
زمزميٍ رَقْراق
يَنْحَدِر بِشَوْقٍ مِنْ فَوْقِ عُنُق صَخْرَة كَوُّدٍ فَتُسْمَع لَه صديً مُوسِيقِى نَشْوان . .
. . . . . .
. وَتِلْكَ الطُّيُور النورسية الَّتِي
تَحُطّ عَلِى قَافِيَة الْأَشْجَار
. مَرْصُوصَةٌ مَصْفُوفَةٌ متلاحقةٌ مُتَلَاصِقَةٌ كَأن فناناً بارعاً قَد
رَسْم لَوْحَةً زجاجية فِي الْفَضَاءِ الرَّائِق
يَكْسُوَهَا رَقَائِق مِن النّدَي اللَّطِيف مِنْ عَيْنِ الرَّبِيع . فتتساقط قُطيرات مِنْ ذَاكَ النّدِيَ
عَلِى أكتافِ الْأَشْجَار فَتَبْدُو . كدموعِ فَرْحٍ لِقَلْب حَزِينٌ . . .
. . . . . . هي..
. شَكَرْت قلمها وَحَضَنَت أَوْراقَها . .
وَعَادَتْ إلَى اريكتِها كَي تُصَافَحَ الْكَرَي . .
لِتَقُومَ مِنْ جَدِيدٍ . . . لِيَوْم
سَعِيد .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى